إدمان القمار من أخطر المشاكل التي قد يتعرض لها البعض من هواة هذه الألعاب، والذي يعرف بأنه القمار القهري بما معناه هو مواصلة لعب ألعاب المقامرة باستمرار لفترات طويلة من أجل تحقيق هدف ما بغض النظر عن العواقب. إدمان القمار نتيجة للاستمرار في اللعب للحصول على مكافأة ما، ربما تكون لشغل أوقات الفراغ أو تعويض خسائر أو لتحقيق مزيد من الأرباح. بما يعرض المدمن لمشاكل كثيرة في حياته، لدرجة أن مدمن القمار لا يمكنه السيطرة على رغبته في مواصلة المقامرة رغم كل الظروف، بمرور الوقت يضحي المدمن بأشياء أكثر أهمية، أملا في تحقيق أشياء أكثر قيمة، ولهذا أطلق عليه إدمان القمار مسمى "الإدمان القهري".
أعراض إدمان القمار
إدمان القمار هو حالة متأخرة وخطيرة يصل لها بعض اللاعبين، يؤدي هذا الإدمان لمشاكل خطيرة تنعكس على حياة الشخص بل وقد تدمر حياته وحياة اسرته. في الحالات المتأخرة من إدمان المقامرة قد يصل الأمر إلى السرقة أو الاحتيال على الآخرين لتوفير أموال لمواصلة المقامرة، بعد أن تم انفاق كل المدخرات وتراكم الديون نتيجة الخسائر المتواصلة.
تم رصد العديد من الأعراض للإصابة بإدمان القمار، التي قد يمكن عند ظهورها على أحد الأشخاص، معرفة أنه مصاب بهذه المشكلة، من هذه الأعراض:
- وجود الكثير من المشاعر السلبية مثل القلق أو الاكتئاب أو اليأس بشكل يدفع إلى إدمان القمار للهروب منها، أو حتى للتخفيف منها.
- انشغال مدمن القمار الدائم بالتخطيط لتوفير الأموال لمواصلة المقامرة
- عدم جدوى محاولة التوقف عن المقامرة، أو عدم القدرة على التراجع والسيطرة على الرغبة في المقامرة.
- الانجراف وراء الرغبة في المقامرة بمبالغ ضخمة من أجل الشعور بالإثارة والشغف
- عند محاولة التراجع أو التوقف عن القمار، يشعر الشخص بالهياج والتوتر
- مواصلة المقامرة من أجل تعويض الخسائر، بما يؤدي إلى خسائر أكبر
- إخفاء التعلق بالقمار وإدمانه على أفراد الاسرة والكذب عليهم.
- التعامل بلا مبالاة تجاه العلاقات المهمة وعدم الخوف من فقدانها أو انهيارها، كذلك الإهمال في الأعمال والوظائف والمهمة المسنودة للشخص، نتيجة إدمان القمار.
- اللجوء إلى سلوكيات إجرامية لتوفير دعم مالي للقمار، مثل السرقة والنصب.
- اللجوء إلى الاستدانة وطلب قروض من الأقارب، من أجل حل المشاكل المالية التي نتجت عن إدمان القمار والخسائر المتتالية.
- الشعور بالحاجة لمواصلة المقامرة، من أجل تعويض ما تم خسارته، يصل هذا الشعور لحد الإجبار، وبمرور الوقت يتطور هذا الشعور ليكون نمط حياة مدمر للحياة.
- عند التوقف أو الحد من ممارسة القمار لبعض الوقت، يشعر المدمن بالهدوء، ولكن لا يدوم هذا الشعور.
أسباب إدمان القمار
في الحقيقة حتى الآن لم يتوصل العلماء والأطباء النفسيين إلى الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى إدمان القمار، ولكن تم التوصل إلى بعض الأسباب البيئية، السلوكية والبيولوجية التي تؤدي لذلك مثل:
- الإثارة والمتعة: المغامرة والإثارة التي يحصل عليها المقامرة، والتي تؤدي إلى اندفاع الأدرينالين في الدماغ، بما يشعر المقامر بالنشوة والشغف، تدفع اللاعبين لمواصلة المقامرة لشعور بالإثارة متغافلاً عن المشاكل الأخرى.
- التسلية وقت الفراغ: ألعاب المقامرة الكثيرة وتكرار المقامرة من جولة لأخرى، تمنح اللاعب فرصة جيدة للتسلية وقت الفراغ، علاوة على هذا إمكانية تكوين صدقات والاندماج في مجتمع له نفس الهواية والدوافع للعب.
- الهروب من المشاكل النفسية والعاطفية: يلجأ الكثيرين لممارسة ألعاب المقامرة بشكل متواصل بما يعرضهم للإدمان، من يعانون من المشاكل النفسية والعاطفية، كطريقة لهروب من المشاكل والواقع بشكل عام وخاصة من يعانوا من الشخصية المهزوزة المضطربة.
- إغراءات مواقع القمار: تتبع مواقع تقديم القمار سياسة الترويج من خلال عرض المزيد من العروض المجانية والمكافآت والحوافز، بما يشجع اللاعبين على مواصلة اللعب، بمرور الوقت يدمن الشخص القمار دون الشعور بدلك، وهو يبحث عن التأهل لهذه المكافآت.
عوامل خطر إدمان القمار
تظهر العديد من الإحصائيات والدراسات التي أجريت على عدد كبير ممن تعرضوا لإدمان القمار، التي تؤكد أن غالبية هواة ألعاب القمار مثل ألعاب البطاقات والطاولة، لم يتعرضوا للإدمان. إلا أنه تم رصد العديد من عوامل الخطر التي تؤدي للإصابة بمرض إدمان المقامرة بشكل قهري منها:
- الفئة العمرية: كشفت الاحصائيات أن إدمان القمار ينتر بنسبة أكبر بين المراهقين وصغار السن. قد وجد أن الأطفال الذين يمارسون القمار، هناك فرص كبيرة لديهم للإصابة بهذا الداء. إلا ان المشكلة الأكبر تكمن في أن معدل انتشاره أكبر بين البالغين.
- جنس اللاعب: قد يكون لجنس المدمن تأثير في إدمانه للقمار. تظهر الإحصائيات أن نسب الرجال معرضون لإدمان القمار أكثر من النساء. إلا أنه في الآونة الأخيرة تتقارب النسب من بعضها.
- رفقاء السوء: ترتفع نسبة إدمان القمار بتأثير رفقاء السوء، مثل أحد الأصدقاء ممن يدمنون المقامرة، أو أحد أفراد الأسرة.
- بعض الميول في الشخصية: احتمالية إدمان المقامرة تزيد عند الأشخاص الذين يميلون للمغامرة والتحدي، أو من يشعرون بالملل أو القلق أو الاندفاع.
- الاضطرابات العقلية: الأشخاص الذين يعانون من أمراض الصحة النفسية، لديهم احتمالية أعلى للإصابة بداء إدمان القمار، مثل الذين يعانون من فرط النشاط مع نقص الانتباه، أو الوسواس القهري.
مضاعفات إدمان القمار
الإصابة بداء إدمان القمار له تأثير ومضاعفات خطيرة وكبيرة على حياة المقامرة، سواء على الأمد القصير أو البعيد، من أهم هذه المضاعفات:
- مشاكل مالية: البحث عن توفير اموال لمواصلة لعب القمار، سيتسبب على المدى القريب والبعيد في مشاكل مالية كبيرة، مثل الإفلاس، إنفاق المدخرات، الاستدانة
- مشاكل قانونية: بمرور الوقت ومواصلة البحث عن مصادر للحصول على المال، يؤدي الأمر بالمدمن للديون وعدم السداد، أو يدفعه للسرقة أو النصب، كل هذا يعرضه للمشاكل القانونية وفي نهاية المطاف للسجن.
- مشاكل صحية: الاهتمام بممارسة ألعاب القمار، تعرض الشخص لكثير لتدهور صحته، بل والاصابة بالعديد من الأمراض.
- مشاكل في العمل: قد يصل الحال بمدمن القمار لخسارة وظيفته أو مصدر عمله، نتيجة لسوء أدائه وعدم تركيزه
- الميل للانتحار: كثرة المشاكل واللوم من الآخرين، قد يتولد لدى مدمن القمار ميول انتحارية للتخلص من كل هذه المشاكل.
- تفكك الأسرة: عدم اهتمام ممن القمار بأفراد اسرته وعدم قيامه بدور كمسؤول عن أبنائه أو زوجته، يؤدي لمشاكل في العلاقة مع كل أفراد الاسرة، بما يتسبب في التفكك الأسري.
علاج إدمان القمار والوقاية منه
في الحقيقة العلاج من داء إدمان القمار أمر ليس بالسهل بل ويعتبر تحدي صعب جداً، وخاصة إذا لم يعترف الشخص بأنه مريض ويجب عليه أن يلجأ لجهة طبية متخصصة لبدء العلاج، ومع هذا هناك بعض السلوكيات ممارستها قد يكون عامل مساعد في الشفاء مثل:
- الاندماج في علاقات اجتماعية صحية: تجنب العزلة والخجل، المشاركة في بعض الصداقات والعلاقات الاجتماعية الصحية المفيدة.
- ابحث عن مصدر آخر للإثارة: يمكنك أن تحصل على الإثارة من خلال مماسة الرياضة أو هواية معينة، بدلاً من إثارة القمار.
- شغل وقت الفراغ: لا تترك عقلك ووقتك فارغ، دائماً اجعل هناك نشاط تمارسه يشغل تفكيرك. عندما يحضر إلى ذهنك شغف ومتعة القمار، اهرب هذه المشاعر إلى مقابلة أحد الأصدقاء أو الذهاب إلى مكان تشعر بالراحة به.
- كن دائماً اجابياً: تجنب الهروب من مشكلاتك إلى القمار، كن إيجابي وتعامل بحزم وحسم مع مشكلاتك العاطفية، الأسرية والاجتماعية.
- فكر في المشكلات المترتبة على المقامرة للتخلص من الرغبة: عندما يراودك الرغبة في ممارسة القمار، استحضر الآثار السلبية المترتبة على ذلك، مثل نفاذ أموالك والمشاكل مع أفراد أسرتك، أو تعرضك للسجن. هذا قد يصرف الرغبة في المقامرة.
- في النهاية؛ إدمان القمار داء صعب يترتب عليه مشاكل لا حصر لها، والشفاء منه أمر أكثر صعوبة. أنت لا تدع نفسك للتعرض لإدمان المقامرة. يمكنك أن تمارس هذه الألعاب الساحرة ولكن بطريقة ذكية، مثل أن تحدد ميزانية محددة لا تتجاوزها مهما كانت الأسباب، أو تحدد لنفسك وقت للمقامرة، متى أنتهى هذا الوقت توقف فوراً عن العب. إذا مارست القمار بطريقة احترافية، يمكن أن تكون هواية رائعة من خلالها يمكنك أن تجني بعض المكاسب وتشغل بعض الوقت من فراغك.